وسط أزمة اقتصادية أميركية أوصلت أميركا إلى حجم دين عام مقداره خمسة عشر تريليون دولار، أي بنسبة اكثر من تسعة وتسعين في المئة من الناتج الإجمالي.. وفي وقت وصل فيه النفوذ الأميركي إلى حد ضعيف جداً في مواجهة قوى صاعدة كروسيا والصين والهند والبرازيل، بات واضحاً أن البحث عن مكمن القوة لم يعد في الترسانات العسكرية النووية وغير النووية، إنما هناك حيث توجد الطاقة.
بدقة اختارت واشنطن أهدافها، العراق حيث يشكل احتياط النفط مئة واثني عشر مليار برميل ما يجعله ثاني أكبر خزان نفطي في العالم، وسوريا التي وصفها خبراء الاقتصاد بمفتاح الزمن القادم، يقولون " من يملك سوريا يملك الشرق الأوسط وبوابة أسيا ومفتاح بتروسيا "، والأهم من يملك الدخول عبرها إلى الغاز يملك العالم خصوصاً أن القرن المقبل هو قرن الغاز، فالحوض المكتشف هناك هو الأثرى في العالم وفق معهد واشنطن.
من أجل ذلك، حرّكت الولايات المتحدة الورقة الأمنية في هاتين الدولتين.. بشعارات براقة وتحت مسميات عدة تدخّلت عسكرياً في السنوات الأخيرة دون استراتيجية زمنية محددة لكنها بالتأكيد طويلة، وآخرها ما يسمى التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق في ظل مفارقة عراقية سورية تقول إن داعش تتمدد كلما تدخلت واشنطن.
اللهاث الأميركي خلف الطاقة امتد إلى عملاق أفريقيا أي نيجيريا وهو ليس بصدفة على البلد المصنف من أكبر اقتصادات العالم بحجم نفط احتياطي يبلغ واحداً وثلاثين مليار برميل وخمسة تريليونات قدم مكعب من الغاز، فكانت بوكو حرام الذريعة الأنسب لكن التدخل العسكري فيها ليس مدرجاً حالياً على جدول الأعمال كون الجماعة التي بايعت داعش في الآونة الأخيرة لم تُضعف الدولة كما يجب.
استياء نيجيريا من التناقض الأميركي في مكافحة التطرف عبّر عنه بكل صراحة السفير النيجيري في الولايات المتحدة، فالأخيرة لا تريد بيع أسلحة تسمح لنيجيريا بتوجيه ضربات قاضية لبوكو حرام مضيفاً إن القيادة والشعب غير مرتاحين لتصرفات البيت الأبيض بل إن نيجيريا تجد صعوبة في تفهم كيف ولماذا تحرز بوكو حرام مزيداً من التقدم وأن تكون أكثر دموية رغم التواجد الأميركي في البلاد مع معداته العسكرية المتطورة.
على أية حال، لا استغراب ولا مفاجآت تصيب من يقرأ الخارطة الدولية بعين الطاقة، فربما قد نرى طائرات التحالف تحلق عما قريب في بلاد لا تُرى على الخارطة الجغرافية ولكن بأنف يشم رائحة الذهب الأسود.
آية صالح - شاهد نيوز
لن يتركو الشعوب تعيش لانهم يرؤ ان لاحياة للشعوب وانما الحياه للشعب الامريكي لعنه على كل من خان وباع وطنه وشعب الى لاستعمار
ردحذف