مقالات الدليل مقالات الدليل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الساعة الليبية ؛ و ساعة العالم && ✍️بقلم Ramadan Abdussalam


الساعة السابعة أو أي ساعة أخرى من الزمن التي في ذهن أغلب الليبيين هي ليست تلك التي تعارف عليها العالم.
أي ساعة عند الليبيين هي بعد حلول وقتها بكثير . قد تكون بساعة أو ساعتين أحياناً.
التوقيت الذي يتعامل به الليبيون ما زال مرتبطا بالشمس و بالظل. بأول وسيلة عرفها الإنسان لتقدير الوقت؛ فأدق مواعيد الليبيين هي تلك التي تكون مع الظهر أو قيس العصر أو بعد المغرب أو حتى قبل أو بعد العشاء بشوي. و الشوي هذا حتى و هو يدل على القليل إلّا أنه أمر تقديري يستحيل قياسه او حتى تقديره..
امّا غدوة و بكرة فهي خرجت من معايير الزمن عند الليبيين و صارت دلالة على الكذب أو على الهروب في أقل تقدير ..
و عن السجع .. عن وعود الليل ؛ عن" الصباح رباح" و عن "كل توخيرة فيها خيرة" فهذه وعود تداهمها الشمس في الصباح ؛ أو آمال يجرفها النسيان ...
لا يهم الليبيون الوقت و لا يضعونه في حسابهم و هم يديرون حياتهم.
ليس هذا بين عامة الناس فقط؛ فهو ديدن "روتين" المؤسسات العامة، و المؤلم أكثر أنه ديدن "روتين" المؤسسات التعليمية و أجهزة الرقابة و الأجهزة النظامية و الضبطية .
...
ليست المواقيت وحدها يتخلف فيها الليبيون عن العالم. حتى المكاييل و الموازين و المقاييس بدأت تأخذ طريقها نحو العبث بها.
بين أغلب باعة الخضراوات الجوّالة لم يعد الكيلو و كسوره هو ميزانهم. صار العرم و الشكارة و السطل هو الميزان . و حتى هذه تختلف من مكان لآخر. و ستدخل الكمشة و المقبس قريبا في الإستخدام. أمرهما مرتبط بالشح فقط. حتى الحارة و هي تقدير دقيق للمعدود من الأشياء لم تعد في الإستعمال..
أن تكون ليبيا أو تعيش في ليبيا عليك أن تتكيف مع هذا الإهدار المدمر للوقت و للميزان.
كيف يستطيع الليبيون أن يعيشوا حتى على هامش هذا العصر الذي صارت مقاييسه للحياة و الأشياء بـــــ " الميكرو". كيف يُقدّر هذا الشعب حياته و مكاسبه و خسائره و تقدمه و تأخره و هو يعيش بمقادير و مواقيت قد ولّت أو حتى اندثرت .. كيف؟
...
إن ليبيا يزداد سكانها بإضطراد ، و مع ازديادهم تتضخم مشاكلهم كذلك، و لن يكون بوسعهم معالجتها و هم يخالفون معايير العالم و معايير الكون و حتى أوامر الله ..

وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)
قرءان.. من سورة الرحمن
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)
قرءان.. من سورة الإسراء
... وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
قرءان .. من الآية 152 من سورة الانعام

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مقالات الدليل