مقالات الدليل مقالات الدليل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

صنّاع السلام & ✍️ بقلم Ramadan Abdussalam


لم يُسجل التاريخ أن سلاما صنعه سلام. السلام تصنعه القوة. حتى الرسالات السماوية التي لا تملك قوة سقطت أو حُرّفت على الأقل . هذه حقيقة . ربما تكون صادمة و لكنها حقيقة. لم تشفع لموسى عليه السلام الآيات التسع التي جاء بها لفرعون. حورب و طُورد لأنه ضعيف بلا قوة و حدث كذلك مع عيسى عليه السلام . بل إن عيسى نُكِّل به، فقد عذّبوه و تشّفوا به قبل أن يلقي الله بين أيديهم شبيها له . لو كان لعيسى جيش ما تمكن الوثنيون منه؟ •••
في حروب العالم منذ القدم و إلى اليوم، لم يتحقق السلام الا بقوة الجيوش. صنعت الجيوش سلام العالم بعد الحرب الأوروبية الاولى (العالمية) و كسرته أيضا و كذلك سلام الحرب الأوروبية الثانية (العالمية) ..
حتى السلام (النسبي) الذي يعيشه العالم الآن سلام يستند إلى الخوف من القوة. القنابل الذرية و الوسائط فرط صوتية التي تنقلها؛ الصواريخ المجنحة و القوسية و ما إليها؛ مخيفة. السلام الذي قام عليها مبعثه الخوف.
ما فيه غير القوة.
•••
ما ان أنهى الأوروبيون حروبهم البينية في قارتهم حتى نقلوها إلى خارجها. على نظرية المؤامرة بنوا سياستهم. كان التآمر يتم بصورة معلنة. كانت "المؤتمرات" التي يعقدها كبار أوروبا هي مطبخ المؤامرات. مؤتمر برلين او فينا و ماسبقهما و مالحقهما كانت مطابخ أنتجت ما عليه العالم اليوم من حال و مآل و قواعد قانونية. كانت القوة العسكرية المنفردة ثم المتحالفة لاحقا هي ما فرض ما انتجته تلك "المؤتمرات" بما فيها قواعد ما يُدعى القانون الدولي ...
الأمم المتحدة قامت على ذلك أيضاً.
•••
بالنسبة للغرب المؤامرة ليست نظرية. المؤامرة سياسة قائمة.
سياسة قائمة و معلنة و مفروضة بالقوة.
كان مؤتمر باريس الذي دعى له ساركوزي لترتيب العدوان على ليبيا و تفتيتها مؤامرة من هذا النوع.
أخرج ساركوزي مؤتمر باريس كما يريد هنري برنارد ليفي الذي قاد الفتنة التي بعثتها تلك المؤامرة.
كانت فتنة مقيتة بعثتها شياطين تتستر بالدين فأفتت بجوازها و خالفت فيها امر الله الذي يمنع موالاة المشركين.
•••
لا حاجة لاستعراض مآسي السنين الثمان التي عاشتها ليبيا و ما زالت بعد تلك الفتنة ؛ و لكن ما يجب التذكير به هو أن الغرب سيظل يعيد إنتاج مؤامرته و لن يتوقف إلا أن يتمكن الليبيون من أمرهم.
فإذا أراد الليبيون ان يتمكنوا من أمرهم فليس لهم إلا أن ينفضوا أيديهم من الغرب، و ان يبنوا القوة التي تحميهم. القوة هي من يصنع السلام .
الجيوش و الجنود هم صناع السلام.
تصديق أن السلام يمكن أن يُصنع من سلام جهل بالتاريخ و تعامٍ عن الواقع.

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مقالات الدليل