ثورة الفاتح كانت ثورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ليس من باب إضفاء المعاني الأخلاقية والقيمية في التاريخ على فعل وحركة ، قام بها الضباط الاحرار في صبيحة الفاتح من سبتمبر عام 1969 صنفها اعداءها انقلابا والمنصفون في التاريخ بالثورة الشاملة ؛ والحقيقة ، فهى ثورة الشعب الليبي من أقصاه إلى أقصاه ، لم تكن ثورة قبيلة او تحالف قبلي كما يعتقد البعض ، أو جهة أو منطقة دون غيرها فالضباط الأحرار وضباط صف والجنود البواسل الذين تحركوا في ذلك التاريخ ، هم من أمساعد إلى رأس جدير ومن البحر إلى غات والقطرون ، ضمَت كل مكونات الشعب الليبي من عرب وامازيغ وطوارق وسكان الحضر والمدن والقرى والبوادي ، هذا من حيث المشاركة ، أما من حيث التغيير الذي صاحبها رغم أن من قام بالتغيير هم ضباط في القوات المسلحة والجيش الليبي الأبي ، لأنها المؤسسة المنظمة القادرة على فعل التغيير وستظل المؤسسة العسكرية في منطقتنا الاداة الفعالة في التغيير رغم كل من يعتقد غير ذلك !! ، وفق مناهج وتحليلات علوم وثُرات الغرب التي يختلف كثيراً عن طبيعة مكونات شعوبنا وثقافتها وثراتها ومكوناتها الأجتماعية والثقافية ، وإن التغيير الذي صاحب ذلك الفعل في الزمان والمكان تغييراً جدرياً من حيث أنجاز السيادة الوطنية الكاملة بطرد قواعد ومعسكرات دول الأستعمار التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية وكانت ليبيا أحد ساحاتها ، وإجلاء المستوطنين بقايا الاستعمار الإيطالي ، وكذلك التنمية ومشروعات التحول الحضاري في البنية الأساسية والثقافية ، والمشاركة الشعبية الحقيقية في صنع القرار وتنفيده ، وما شهدته ليبيا من من نقلة نوعية في كل مناحي الحياة ، من دولة تحت خط الفقر الأقتصادي والأجتماعي والثقافي إلى دولة فتية مؤثرة في محيطها الأقليمي والدولي والعالمي ، ومساهمتها الفعّالة في قضايا التحرر ومساندة الشعوب في نيل حريتها وأستقلالها الذي لا ينكره منصف اوعاقل .
لقد أنحازت قيادة الثورة الى الشرائح المظلومة والمهمشة في القرى والارياف ونالت من التنمية والتطور الحضاري نصيبها ، كما ساهمت في استنهاض الشرائح المهمشة من العمال والفلاحين والمرأة ودفعت بهم إلى الحياة الحرة الكريمة والمشاركة الفعلية في التنمية ونيل الحصة الكاملة من موارد الدولة وامكاناتها المادية والأقتصادية ، فرغم من يقال وما تحاول الرجعية وعملائها وقوى الأستعمار من حملة ضارية من التشكيك إلا ان ثورة الفاتح وافعالها على الارض ستبقى رغم حقد الحاقدين واصحاب الاجندات المغرضة والذين تأثروا من اجراءتها الهادقة الى المساواة والعدالة الأجتماعية وقمع نفودهم المتعالي على الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والتغيير .
