مقالات الدليل مقالات الدليل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

طهوريابلادي& ✍️ بقلم طيف عبدالله منصور

ليس من باب التبجح بالكلمات ولا من باب الأحاديث الوجدانية ولا من باب الدفاع عن أحد و تجريم الآخر ولا من باب
إدعاء الفهم والعلم والعلم عند الله ولا من باب المزايدة و توزيع صكوك الوطنيه والغفران على أناس نعيش و نتعايش معهم بمختلف امزجتهم و طباعهم و بتنوع شخوصهم من مثقفين و أنصاف متعلمين و من لم يكن لهم نصيبا من التعليم حتى ، لكنه من باب الإحساس العميق بشتات وطن كان كتلة وليته صار أجزاء لكنه بات أشلاء ، وطن تتقاذفه الأهواء والأطماع وينهش بجسده المارقون و العملاء و يطعنه الجميع بلا تمييز ولا تحديد ، وطن جسده مضرج بخناجر الخيانة ولا يتعدى قدره حقيبة و جواز سفر .
أيها الوطن الذي يئن تحت انقاض أخلاقنا المنهاره تلك التي لا يكبح جماح صفاقتها لا دين ولا حياء ، ويترنح على ممشى العقول المغيبه سكرا و هلوسة بين عصابات ظلام و مليشيات لا تجيد غير عصيان خالقها و التهكم على أعراف بداوتها والتطاول على حرمات عوائلها ، بين كل هذا و ذاك و وسط كل هذا التخبط في جحيم المعصيه خضراء كانت أو ملفقة الألوان وبعيدا عن تجميل هذا و تقبيح ذاك لابد أن نشعل ضوء احمر و نعترف بأشياء ........
أشلاء نحن أيها الوطن رغم صدق النوايا لكل ممزق منا وبإختلاف النوايا فليست كلها للخير رغم أن مجملها لا يمنحك غير الشر ، مذبذبين بين نهم الأمنيات لك و بخل الأفعال لأجلك ، بين بعض يمتطي صهوة الموت بلا تفكير فقط ليرسم على شفاهك ابتسامة رضا وبين من يمتطي صهوة الموت ليمنحك العبوس و الشحوب و يترك القنوط من رحمة الله شعار من أحبك ، بين من يتجرأ شجاعة و من يتجرأ وقاحة .
أيها الوطن نعلم أننا أشبعناك شعارات و بيانات مجلجله و خطب رنانه و عهود و مواثيق وصلت سقف السماء و جميعها مؤجلة التنفيذ ، و ندرك أننا لا نجيد غير متكئ التهكم و الإزدراء بجوار موقد و إبريق شاي ، لا نتقن غير الخوض بالأكلات الجاهزة و التعنت بالآراء الباليه و بعض رداء قبلية ممرضة العواطف ، موقنيين لحجم جهلنا و تخلفنا لكن البذل و ربطات العنق الهجينة ترضي غرورنا وتشعرنا ببعض كبرياء زائف يستمر حتى تتسخ تلك البذل أو نتعرق خجلا من إجابات تتفلت حين يتسأل الصغار ، أين نحن من العالم الثالث حتى ؟ اين نحن من ثقافة أهلنا الهجينة و تشدق آباءنا بشهادات تعلق على حائط العجز ؟ أين نحن من وعودكم و اين أحلامنا من كذبكم و زيفكم ؟ أين نحن من ثقافة مجتمعيه تتلون حسب الصروف و الظروف ؟ أين نحن من أقلام متخاذله اعتادت كوميديا الموت ؟ أين نحن من حرب طاحنة اهديتمونا إلى أبد الآبدين ؟ أين نحن من كل هذا و أين أنتم منا ؟
أيها الوطن وانتم تزخر بأقلام منمقه رائعة التعابير تنسج العشق خرافة مستحيله ، تركض عادياتها حيث الريح أقبلت و تذبر حيث أذبرت ، وأصابع تسابق أزرار أجهزة عديمة الإحساس حتى بات إحساس أصحابها معدوم و لا يتعدي بعض ألفاظ تتعاطف و تبكي احرف بجوار جثث مبعثرة المحيا ، نكتب بجوار قهوة غربيه عن يميننا و نرتب أوجاعك ملفات مضغوطة علنا ذات يوم حين نشيخ على اجهزتنا نضغط أيضاً الأزرار و نعيد وثائقية المواقف التي لا طائل منها ، و نتشدق بالعار و الخيانة فلقد تبذلت الموازين و انقلبت المفاهيم حسب أطماعنا و مقدار دراهمنا.
أيها الوطن و قد بات القتل موضة و الذبح مهنة و الاغتصاب هواية و السفاهة حلما هل لك أن تنسى أمرنا و تتجاهل كذبنا و زيفنا و ترحل بحال سبيلك و تنفذ بجلدك وبالبقية الباقية منك ربما فعلت معهم وبهم ما عجز عنه المتشدقون و تعافيت من داء الجبن الذي استفحل فينا أذهب فأنت طليق و طهور ما ألم بك أيها الوطن .
...طيف الماضي ...
 

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مقالات الدليل