مقالات الدليل مقالات الدليل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

&قنديل في 60 ستون دقيقة :أعداد سوزي واكيم

أكد رئيس شبكة " توب نيوز " الإخبارية في بداية حديثه من برنامج " ستون دقيقة مع ناصر قنديل ".. أن هناك تجمع لمجموعة من المعطيات التي تطرح أسئلة كبرى حول مستقبل ليس المنطقة فقط بل العالم ...

مضيفاً أنه من جهة نشهد الاستعصاء الذي يعيشه المشروع الأمريكي ونقاط الضعف الذي يصاب بها، والعقبات التي تعترض طريقه، ونلمس معها بداية الاعتراف الأمريكي للمتحولات والمتغيرات والاستسلام الأمريكي بمعادلة أن اللجوء للقوة لم يعد ممكناً، فهناك محدودية تحكم منطق اللجوء إلى القوة، وأن الصراعات الكبرى التي دخلتها الولايات المتحدة الأمريكية ليست من نوع الصراعات التي يمكن حسمها بالقوة، خصوصاً مع القوة التي تمثلها الكتل الكبرى في العالم والتي تمثلها روسيا والصين وإيران .....
ومن جهة أخرى بيّن قنديل : نشعر أن الأمريكيين ما زالوا في دائرة التردد والارتباك، والعجز عن تلبية متطلبات التسويات الكبرى، فهم يتقدمون خطوة ويتراجعون خطوتين ثم يتقدمون خطوتين ويتراجعون خطوة، وعندما يصلون إلى اللحظة الحاسمة التي يجب فيها تظهير عناصر التفاوض، يريدون حفظ ماء الوجه ليس لهم، لأن أحد من خصومهم يسعى إلى إذلالهم، بل على الطريقة التي قالها يوماً ما الرئيس الإيراني السابق " أحمدي نجاد " ما سمي " الهزيمة المشفقة " ....
فلا أحد يذهب إلى حد كسر العظم مع أمريكا، لكن مشكلة أمريكا في أمرين : الأمر الأول أنها تريد أن تبقى تتصرف كأنها تهب الآخرين فرصاً وهي تتنازل، بل عليهم أن يظهروا بأنهم هم يتنازلون...
والمسألة الثانية أنها في الالتزامات والموجبات تريد أن تتهرب من أن تدفع الأثمان خصوصاً عندما يتصل الأمر بالمزايدات الداخلية بين الكتل السياسية الناخبة في أمريكا، فالانتخابات عامل حاكم في صناعة السياسة، وربما في بعض الأحيان إلى ما فوق المصالح العليا الأمريكية وتصبح هي المقررة، أي أن المنافسة " الديمقراطية ـ الجمهورية " ليست محكومة دائماً تحت سقف الصالح العام الأمريكي، في كثير من الأحيان يستسهل المتنافسون من أجل كسب المزيد من الناخبين، والحفاظ على المواقع في السلطة، وما يترتب عليها من مغانم ومكاسب أن يضحوا بالمصالح العليا لبلدهم ودولتهم، وأن يتصرفوا بطرق رعناء، فهم يراهنون على ترحيل المشكلات إلى عهد سواهم .....
وهذا الذي يجري مع إســــــرائيل مثلاً ؟
فعندما وضعا " نتنياهو " بين خيارين، أولهم نزع 25 ألف مستوطن مقابل الذهاب إلى تحالف ( عرب الاعتدال ـ إسرائيل ) في مواجهة إيران وبين فرض كل فرص التسوية مع السلطة الفلسطينية وما يترتب على ذلك من انهيار منظومة عرب الاعتدال، وفتح المنطقة على خيار المقاومة والآفاق التي ستنتج عن ذلك، اختار المحافظة على المستوطنين وما يرتبه من أصوات في الانتخابات وأقام حساباته على قاعدة " أن الخطر الأكبر لن يحدث وأنا في الحكومة وفي موقع الأغلبية، وأني أرحل المشكلة ولو كانت وجودية ومصيرية لمستقبل إسرائيل ليحمله من يأتي بعدي " .....
بينما التنافس الديمقراطي الجمهوري لفت قنديل في القضايا التي تثير المزايدات كالذهاب إلى الكونغرس بالتصويت على العقوبات التي فرضت بحق إيران وروسيا، يتردد الرئيس الديمقراطي أمام كونغرس فيه أغلبية جمهورية من أن يقدم ويخوض معركة كي لا يسجل عليه أنه رئيس متراخي وضعيف ويهرب من المواجهات ....
وأشار أنه ربما يفضل أن يخلق إشكالية ما أو يعيد المفاوضات إلى نقاط أشد صعوبة كي لا يصل إلى هذا الاستحقاق ....
والأمر الثالث التي تحرص عليه الإدارة الأمريكية هو : أن لا تشعر حلفائها بضعفها، لأنها تعرف أنه عندما يشعرون بضعفها، وأنها ستذهب إلى الاتفاقات بسبب الضعف فإنهم سيتخلون عنها، فهم يريدونها لأنها قوية وقادرة على حمايتهم، لأنهم بالأصل لا يستندون إلى قواعد شعبية، فيتصرف أي منهم بأنه مفروض على شعبه، وفي اللحظة التي يشعر به شعبه أنه ضعيف فسوف يتقلب عليه ويثور، وإذا شعر بأن حليفه الأقوى الذي تمثله " أمريكا " يتخلى عنه ويذهب إلى خيارات أخرى كانت تحسب بأنها خيارات الخصوم والأعداء، فالمنطقي والطبيعي أن تهتز كل منظومة الاستقرار لدى هؤلاء الحلفاء، فكيف إذا كان هؤلاء الحلفاء من نوع " السعودية "..
وليس من نوع تركيا المستندة للانتخابات، وإلى تنظيم مثل " الإخوان المسلمين "..
لافتاً إلى أن الحالة السعودية مربكة بالنسبة للأمريكيين، فإذا ذهبت أمريكا للتفاوض مع إيران وإلى صفقة تبدو فيها إيران بموقع القوة وتبدو فيها أمريكا بعنوانين، الضعف من جهة والتخلي عن السعودية من جهة أخرى، فلا تخشى أمريكا من انزعاج السعودية فقط فهي تخشى أكثر وهو أن ينفجر الوضع في السعودية وأن ينقلب الناس على الحكم، وأن يخرج السنة قبل الشيعة في مواجهة الحكم والحكام، وبخروج السنة يعني أن تخرج " داعش"، يعني أن البنية السياسية والشعبية المتأثرة بالفكر الوهابي هي القوة المنظمة في السعودية وليس الشعب البسيط الذي لا يرضى بالنظام ويصمت عنه ويتقبل عطاءاته وخدماته .........
فالقوة المنظمة القادرة على التحرك والانقلاب لديها خلايا ممتدة داخل أجهزة الأمن والجيش والإدارات هي القوة الوهابية المتطرفة التي تميل بعواطفها نحو " القاعدة "، والتي يقول " الأمير مقرن " فيها، أنها كانت خامدة وليست نائمة ووصلت إلى انقطاع عن أي شكل من أشكال النشاط بسبب اليأس من مستقبل " القاعدة " لكنها في ظهور داعش عادت إلى الحياة والحيوية في آنٍ واحد ....
وبالتالي إذاً عندما تصبح أمريكا أمام معادلة أن انخراطها ولو غير مباشر سيتم بالمنطقة مع إيران ويرتب إعادة تمشيط خطوط التواصل المعلنة والسرية مع سورية الأسد، وبصورة مباشرة أو غير مباشرة برضا " حزب الله " لأي معادلة قائمة في لبنان، فهل سيرتب هذا انتقال الكتلة الحليفة إلى موقع ضعف يسهل الانقضاض عليه من الخصم الأخطر الذي يمثله فكر " القاعدة "...؟
وهل الذهاب إلى التسويات والتسليم بنتائجها سوف يعني أن التنافس داخل أمريكا سيعطي " قصب السبق " للجمهوريين الواقفين في المعارضة ويحمل إدارة أوباما مسؤولية التراخي والتراجع وخسارة المواقف، وبالمزايدة الانتخابية يجد " الديمقراطيون " أنفسهم يدفعون ثمن التسويات التي أسست لها هزائم ألحقت بالجمهوريين .........
مشيراً إلى أن الحروب التي ستدفع ثمنها أمريكا هي حروب " جورج بوش " وليست الحروب التي خاضها " أوباما " ولا " كلينتون " قبل وصول " بوش " والمحافظين الجدد إلى الحكم ..........
لكن هذا لا يحسب في السياسة لأن الناس تحاسب من يوقع، ولذلك نجد أن الرجال التاريخيين في بنية كياناتهم ودولهم وهو ليس بالمديح، بل هو توصيف ...
فـ " إسحاق رابين " في إسرائيل هو رجل تاريخي، لأنه امتلك الجرأة في أن يقرأ المصلحة العليا في إسرائيل باتجاه وتطور الأحداث وكيف سيعبر عن ذاته، فقرر أن إسرائيل فشلت في لبنان، لكن كان ماذكره " إيهودا باراك " لمن كانوا يقرَؤون " هآرتس " وكان رئيساً لأركان الاحتلال وكتب مقالاً افتتاحياً في الـ " هآرتس " عن الانسحاب إلى ما خلف الليطاني وقال : " أنه انسحاب إلى الحدود الدولية مع وقف التنفيذ " وفسر كلامه بالقول أن إسرائيل " تنهزم " وتجبر على ترك أرض احتلتها بالقوة، بواسطة القوة أيضاً وليس لأنها فاوضت وحصلت على مكاسب ...
وتابع " باراك " بأن " سلاح الصواريخ " بيد أعدائه وعجزه عن تدمير قلب هذه المقاومة، وقطع شرايينها من " دمشق " إلى جنوب " لبنان " فإن الانسحاب الذي ينفذه يومها هو خطوة ستلحقها خطوات وسنجد أنفسنا مجبرين على الخروج من لبنان دون قيد أو شرط ودون تفاوض ودون أي مكسب ....
فعلى خلفية هذه القراءة عند إندلاع الانتفاضة الفلسطينية وأدت إلى ما أدت إليه من تفاهمات ضمنية كانت تحتاج إلى التظهير ، ذهب " إسحاق رابين " في لعبة التفاوض إلى الوصول أنه يفضل تسوية شاملة فيها كلفة عالية يكون سورية الأسد شريك فيها لأنها ستكون تسوية تاريخية قابلة للحياة، على التملص من هذا الاستحقاق بمناورات سياسية أو حروب جزئية كحرب / 1993م / وبعدها حرب / 1996م / بعناقيد الغضب، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان الرهان على العودة بحرب عام / 2006م / كانت قراءة " رابين " تنطلق من رؤية معاكسة، لذلك قدم ما سمي يومها بـ " وديعة رابين " أي التعهد من الانسحاب من الجولان إذا ما كانت سورية جاهزة لتوقيع معاهدة سلام .....
فالرجال التاريخيون فقط تتطابق شجاعتهم ومواقفهم وتحملهم للمسؤولية، وبالنهاية قتل" رابين "
وقد علق " نتنياهو " على رؤية وزيرة الخارجية الأمريكية " هيلاري كلينتون " بأنه لم يعد لديكم موارد هجرة حتى تعدلوا التوازن السكاني فعن أي دولة يهودية تتحدثون، وإن انسحبتم من أراضي عام / 1967م / فأنتم تخسرون الجغرافية وإن راهنتم على الحرب فأنتم خاسرون لأنكم أقلية، وبرهانكم على تسوية ليست مقنعة للجانب العربي فأنتم تكتبون مستقبل أسود ينتظر إسرائيل، ونصحت بطريق سلام ممكن الآن لأنه لا يمكن أن يكون غداً، فكان رد " نتنياهو " التمهل والدراسة والإجابة بالرفض ..
فالسؤال الأساسي الذي يجب أن نعطيه حقه هو هل يوجد في أمريكا تحديات الآن تجعل أمريكا مجبرة على خيارات من هذا العيار ؟ ..
مضيفاً : إننا نعلم بأن الذي جرى في مسقط بين " كيري ـ وظريف " وما سبقه من ورش عمل أمريكية إيرانية عمانية حول ملفات عديدة في المنطقة وصل على استنتاجات واتفاقات تقول أن الخلاف في الملف النووي بات شكلياً، وأن المبادرة التي ينتظر " الأمريكي ـ الإيراني ـ الأوروبي " من الروسي أن يقدمها في جنيف ستكون قابلة للقبول من الطرفين لأن الحد الذي توقفت عنده المحادثات هو تفصيلي، ولم يعد مطروحاً الكثير من العوائق أمام إيران بما يخص حقها بالتخصيب وامتلاك ترسانة صاروخية، وبما يخص موقع " نطنز " النووي ...
والأمر الثاني هو أن الحرب على " القاعدة " ومفرداتها بما يخص الاستقرار في الشرق الأوسط لم يعد بالقراءة الأمريكية هو ضرب المقاومة وإسقاط النظام الأسد لم يعد مهماً، فالقضية هي " داعش " وإسقاط النظام السوري في الحد الأدنى لم يعد قضيته ولا يملك خارطة الطريق لذلك والحل العسكري لا يؤدي إلى نتيجة، بل وصل بالقول إلى أن " الأسد " هو جزء من الجبهة في الحرب على داعش، وإن أي تسوية يجب أن تبدأ من تسوية يكون فيها الرئيس الأسد شريكاً ....
إذاً في الملفات الناتجة بالحرب على داعش لفت قنديل إلى أن هناك تفصيل مشترك للعنوان المفصلي يطرح سؤالاً " ما هي مصالحنا المشتركة " فتقول إيران : استقرار في الشرق الأوسط، وما هو العنوان لاستقرار الشرق الأوسط تقول أمريكا : هو ضرب داعش والحرب على الإرهاب، وهذا يعادل التفاهم على الملف النووي ...
وبالسؤال عن القوى التي تحارب داعش فقد بات معروفاً من هي، وبالمقابل بات معروفاً من ارتبك وانكفئ وعجز وانغمس، وما بقي من أوراق قوة بيد أمريكا سوى حرب على إيران وهي غير ممكنة ....
وبالخلاصة أكد قنديل أن بالعلاقة مع إيران لا يمكن الوصول إلى تحقيق المصالح العليا الأمريكية إلا بتفاهم " أمريكي ـ إيراني " ترتضي فيه أمريكا التسليم بملف نووي إيراني بشروط الوكالة الدولية التي تلتزمها إيران، وأن إيران الدولة العظمى التي تقرر في لعبة الشرق الأوسط، وان حلفائها لن يعودوا تلك القوى التي يعتد بها، وأن حلفاء إيران هم المؤهلون للعب دور في المرحلة القادمة، وعليها إيجاد المخارج التي تسمح بالتشبيك التدريجي معها، وهو الصالح الأمريكي الأعلى .....
أما في الشأن الروسي فقد جربت أمريكا مع روسيا كما جربت مع إيران، فـالملف الأوكراني ليس بالملف الحديث، فأول من تحدث عن أوكرانيا كان " هنري كيسنجر " عندما قال بأن الخاصرة الرخوة للاتحاد السوفيتي التي تشكل روسيا قلبه النابض هي " أوكرانيا " انطلاقاً مما رصده من ميول غربية لدى شرائح عريقة وواسعة في المجتمع الأوكراني تميل ان تكون جزءاً من الغرب بالثقافة وليس فقط بالسياسة ....
وجاء " زيبيغينو بريجينسكي " وحلل هذا بقوله : أن تكوين " الديموغرافي " لأوكرانيا الذي يشطرها نصفين، " كاثوليكي ـ أرثوذكسي " يجعل المزاج والثقافة بالتقريب كما لبنان قبل العماد " عون " وبعد العماد " عون " يبدو فيه المسيحيون امتداد لمزاج غربي ويبدو فيه المسلمون امتداد لمزاج شرقي، كما في أوكرانيا ......
فمزاج الكنيسة " الأرثوذكسي " يجعل الشرق أوكرانيين ذوي الأصول الروسية في غالبيتهم يشعرون أن أوكرانيا كدولة ليس مهماً التمسك بها أو ببقائها، كذلك الغرب أوكرانياً غير متمسكين بكيان أوكراني ولا مانع لديهم بأن يصبحوا مواطنين أوروبيين ويكونوا جزء من الأطلسي وهذا ما قاله " بريجينسكي " بأنه يسمح بهز هذه الحبال بوجه روسيا وإضعافها، وربما الرهان على إضعاف " الاتحاد السوفيتي " كان من هذا الباب، لأن أوكرانيا منذ انهيار الأتحاد السوفيتي بدأت مفاوضات الالتحاق بالإتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي .....
بالمقابل أضاف قنديل أن هذه الورقة التي كان يراهن الغرب أنه بتوقيت ما إذا كان العناد الروسي باتجاه الإصرار على العودة كشريك كامل في المعادلات الدولية قد وصل إلى حد يصعب التعايش معه والرفض الروسي عشية مؤتمر " جنيف " السوري قبل عام أن تسلم بما يريدوه الأمريكيون وقدمت التغطية اللازمة لموقف سورية وكانت النتيجة التي نعرفها جميعاً، أن الخطة الأمريكية السعودية التركية لجنيف فشلت ووضعت المعارضة في مأزق كان الرد في " أوكرانيا " ...
فلم ينتبه الأمريكي إلى أن تحليل " بريجينيسكي " يصلح باتجاهين وما حصل في جزيرة " القرم " واضحاً، والتقسيم الأوكراني سيمتد حكماً إلى " هنغاريا ـ بلغاريا ـ رومانيا " بالانقسام " الأرثوذكسي ـ الكاثوليكي " والذي نعرف أن بدأ عملية الانشطار " الديمو غرافي " نهايته غير معروفة ويمكن امتداده لأوربا، لذلك هم يعلمون أن اللعب بالطوائف هو ذو اتجاهين .....
منوهاً أن بدء المفاوضات حول المستقبل الأوكراني على أساس محاولة الوصول إلى تسوية تسليماً باستحالة الحل العسكري وفشلت، وما عرض التلفزيون الروسي لمقاتلة أوكرانية تسقط الطائرة الماليزية إلا عمل استخباراتي منسق مع الغرب لدحض الاتهامات الأمريكية لروسيا ....
إذاً استخدام القوة في شرق أوكرانيا فشل، ومع اقتراب الشتاء تجاوب الروسي بموضوع الغاز مع إرادة الأمريكي أن يكون شريكاً في التفاهم من باب المصلحة العليا لأمريكا، فروسيا شريك الند بالند في المعادلة الدولية وهي لا تقبل لغة العقوبات ولا يوجد مذنب وبريء لذلك دعا بوتين للفصل بين العقوبات والملف الأوكراني وقد كانت قمة " العشرين " مظاهرة سياسية ضد روسيا بالحديث عن زيادة العقوبات لذلك كان المشهد أن بوتين أعلن أن لا قمة مع " أوباما " وأن مغادرته لقمة " العشرين " تشير إلى أنه نصف ساعة نوم أكثر أهمية من " البروتوكول " النهائي كما فعل " خوروتشوف " بوجه المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة .....
فالمصلحة الأمريكية رأى قنديل بأنه مع روسيا ومع الصين، وهي بالرجوع إلى " بيكر ـ هاملتون " لأن كل طرف هو قوة عظمى بالمدى الحيوي الخاص به وهذا ما تحاول أمريكا إنكاره وقد وصلت إلى طريق مسدود وأدخلها بالمفاوضات التي كادت ثمارها تبصر النور، لكن المشكلة الأمريكية مع روسيا هي الإحراج أمام حلفاءها، وهو ما يترك تداعياته على الرئيس الأمريكي وموقع حزبه وصورته داخل أمريكا وخارجها، والأمريكي الآن أمام خيار مفصلي وغير قادر على لعب دور " المزدوج " والهوامش تضيق ومعه يصبح الخيارات صعبة، فأما التسوية مع الروسي بما اتفق عليه بين الرئيس الروسي ورئيس أوكرانيا في " ميلانو " وأما الذهاب إلى " إدارة الظهر " وتقبل الانشطار الأوكراني والذهاب إلى الفوضى واستطراداً حجارة الدمينو تكمل في أوروبا وتخرج ألأمور عن السيطرة، فالأمريكي غير قابل على التحمل لأن دورة الاقتصاد تعني انهيار أوروبا هو بالمطلق انهيار لأمريكا .........
فالخصوم التي تطلب التعاون غير معنية بحل مشاكل الرئيس الداخلية والانتخابية كما ويجب دفع أثمان التسويات بما يحقق مصلحة واستقرار المنطقة وتقبل الأوضاع الجديدة من قبله وقبل حلفائه في المنطقة، كما بالملف الأوكراني ......
مؤكداً أننا أمام اللحظات الصعبة لإدارة أوباما التي تناور وتداور وتلوح بالخروج من الاتفاقات وترسل من تحت الطاولة " مراسيل " لأنها تخشى بعض حلفائها ذوي الحالة الحساسة الدقيقة ( غرب أوكرانيا ـ السعودية ) وتريد لهم مخارج تحفظ ماء الوجه ولتبقي لهم مكان في المعادلات خشية أن تنهار أوضاعهم بسبب صورة ضعفها وصورة ضعفهم وتفكك قواعدهم من تحتهم لأنهم باتوا ضعفاء مع الحفاظ على آلية تنافسية متفوقة بوجه خصومها الداخليين ....
وقال قنديل بأن تقديره بما يجري على مساحة العالم ومساحة الشرق الأوسط وأوروبا لا يخضع للحسابات والإرادات الفردية وعندما تصل الأمور إلى اللحظات التي لا بد فيها من خيارات كبرى، فالخيارات الكبرى تمليها المصالح العليا، وأشار إلى أن سنشهد مفاوضات قاسية حول الملف الإيراني وربما التمديد إلى 24 كانون الثاني قبل انتهاء الموعد المحدد للمفاوضات، فيجب حسم الأمور قبل انتهاء الوقت ....
فسنرى تقبل إيراني لبعض الحلول البسيطة مثل الحوار الإيراني السعودي برعاية " مسقط " وهذا مؤكد، وهي مصلحة إيرانية وسعي ذاتي لذلك دون جميل، ولكن دون اصطفاف إيراني مع نظام سعودي يقهر شعبه، تحت شعار أن هذا خيار الاستقرار، ولا تستطيع روسيا اختيار هذا الخيار بموضوع شرق أوكرانيا ..
فالمناورة الأمريكية منذ يومين التي يمكن أن تمدد لمنتصف الأسبوع المقبل يمكنها أن تغير المعادلة فهذا غير وارد، لأن المعادلات حسمت ولا رجعة فيها.
فإسرائيل عاجزة في هذا الشرق عن صناعة الحرب أو السلم لوجود التطرف والرفاهية فيها وهذا قدرها، فلا تستطيع التخلي عن الرفاهية التي تعلمتها في مدرسة العولمة وتصبح دولة قادرة على بذل الدماء، ولا بالتطرف الذي يشكل عمق عقيدتها، وكذلك السعودية فهي لا تستطيع أن تخرج من مأزقها بأن تكون دولة ديمقراطية مبشرة بالقيم وهي قائمة على فلسفة تدعي الدين وهي " الوهابية " وهي البيئة الحاضنة للإرهاب وهذا هو سبب الرعب والقلق الموجود في الغرب، وكذلك تركيا التي تدعي أنها ضد الإرهاب وأساس تنظيمها هو " الإخوان المسلمون " الذين وزعوا الإرهاب لمصر وسورية منذ الثمانينيات وحتى الآن .....
وختم حديثه بأن المأزق البنيوي لحلفاء أمريكا موجود وليس له دواء ولكن يمكن المساعدة في تسهيل الألم وليس في إلغاءه، فلا بد من تحمل تبعات التغير ودفع الثمن، وما ارتياح حلفاء إيران إلا نتيجة لوجود تطابق بين ما يقال وما يفعل، لذلك منطق الدولة المستقلة والقانون الدولي والعلاقات الندية والتشارك دون هيمنة ومنطق الإقرار أن للقوة حدود لا يمكن تخطيها بالسياسة وأن أصل السياسة يصنعه الناس وأن الذين يمتلكون حيوية بذل الدماء من أجل قضية سامية هم الأقوى وليس من يملكون المال والسلاح، وهذه المعادلات عابرة للحدود ...
وأقول للسائل عن أن أمريكا ستستجيب لاستحقاقات التسويات أم تذهب لخيار المواجهة أقول له أنها ستستجيب لاستحقاقات التسوية هي تعرف أن المعادلات حاكمة للجغرافيا.
وأن في الجغرافية الشعوب المنظمة والمعدة للحروب هي التي تصنع السياسة، وأن بين هذه الشعوب ثمة ممرّ يمتد إلى البحر المتوسط يضم المقاومة في لبنان والدولة ومناصرها في سورية، والكتلة السياسية من العراقيين " عشائر وجيش وأحزاب " ويصل إلى قلب المنطقة في إيران، وكذا في الخليج من البحرين إلى شرق السعودية إلى اليمن، حالة نهضة عامة لا بد أن تكون هي الحاكم، فسرعة الاعتراف بحقيقة وجودها هي سرعة الخلاص من أوجاع المخاض بالنسبة لأمريكا وحلفائها.

عن الكاتب

libdahlibya

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مقالات الدليل