مقالات الدليل مقالات الدليل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

بقلمMuhammed alamine &فجر ليبيا تعلّق الحوار.. صفعة لكلّ من يبني قصورا من الرّمال



قرّر الإخوان وحلفاؤهم وقف التحاور مع حكومة طبرق وبرلمانها بعد سلسلة من المراوغات، وفنون التملّص والتنصّل.. فهؤلاء لم يكونوا بحاجة إلى الحوار بقدر حاجتهم إلى استرداد الأنفاس وقياس نبض الحلفاء والخصوم لمعرفة كيفيّة التعاطي مع المراحل التالية من النزاع. ولقد تبيّن بالمكشوف أن طلبهم نقل الحوار إلى داخل ليبيا لم يكن سوى محاولة تعجيزية لإعاقة استمرار العملية "التي يصرّ كثيرون على أنها سياسية".. والوصول إلى طريق مسدود هدفٌ رئيسي لتحالف فجر ليبيا.. ليس لمجرد الرغبة في الفشل كما يعتقد البعض.. إنما هو وسيلة لبعثرة الأوراق وطرح خطط جديدة قد تكون مناقضة حتى لما تطرحه الأمم المتحدة.. 
أما الفقّاعة التي أرسلها آخرون متحالفون مع فجر ليبيا بالطبع، وأعني بها فقّاعة "الحوار الموازي" بتونس، فقد كانت صرفا للأنظار ليس إلاّ.. وقد كانت أشبه بمحاولة إشراك عناصر لا تستطيع العواصم الأوروبية استقبالها أو تأمينها أو تحصينها ضد التتبعات ولوائح الاتهام وبطاقات التفتيش الدولية، في حوار من نوع خاص يكون صوت الإخوان هو الصوت الأعلى داخله وشروطهم هي أسس نجاحه.. 
عموما، لن نسمع عن حوار تونس شيئا بعد اليوم.. فقد أيقنت فجر ليبيا من ضعف الخصم.. و"خِفّة الأمم المتحدة" التي "عكفت على دراسة طلبها نقل الحوار إلى الداخل، ربما حتى قبل توجيهه إليها!!".. والتي "طار رئيس بعثتها بليبيا برناردينو نحو تونس" بمجرد سماعه نبإ انعقاد اجتماع حواري بها"، ودون أن يكلّف نفسه عناء السؤال عن ملابسات الاجتماع ودواعيه وشروطه.. فهذا المسئول "الأخفيف" لا يعلم حتى الطابع الإقصائي لهذا "الحوار" !! وأن أساسه الأوّل كان استبعاد أنصار النظام السابق .. 
فجر ليبيا تتلاعب بالخصم والوسيط في آنٍ واحد.. مستخدمة المكر الإخواني ممزوجا بنكهة الدهاء التركي والخسّة القطرية.. ألم يتوقّف الحوار في انتظار نتيجة زيارة بوسهمين نحو أنقرة؟؟ ثم نتائج الاتصالات مع الدوحة؟؟ ثم ما الذي جرى بعدئذ؟؟ ما الذي تقرر؟ 
تم الإعلان عن حوار تونس.. ثم المرور نحو الخبر الرئيسي، أي الإعلان الحقيقي، وهو "الوساطة القطرية الجديدة"؟؟!!
أحاول أن ارصد ردود فعل إعلامية أو تحركات سياسية مقابلة لهذا الأداء السياسي "الرّفيع حقيقة" من جانب فجر ليبيا.. لكنني لم الحَظْ شيئا من ذلك.. ولو كنت مكان " جماعة طبرق "، لأعلنت أي شيء.. ولأعلنت بالخصوص أن برلمانهم وحكومتهم أعجز من أي طرف على إدارة المعركة السياسية الجارية.. وأنهم أضعف من أن يرتقوا إلى مستوى تحديات المرحلة.. فالخصم الإخواني المصراتي وحلفاؤه متفوقون بأشواط وأشواط في السياسة، رغم المأزق الميداني والعملياتي وحتى الاستراتيجي. وفجر ليبيا واعية ولا شكّ بمأزقها الاستراتيجي، لذلك تسعى إلى تمطيط الوقت والآجال والاستحقاقات كي تبعثر الأوراق عسى التوزيع الجديد يكون بمصلحتها.. ولن تتوقف عن ذلك إلا إذا حدث ذلك.. 
المعسكر المقابل، لا ينقصه هذه الأيام إلا ما حدث اليوم.. وأعني انسحاب ما يسمى بمجلس ورفلّة الاجتماعي من مجلس القبائل والمدن الليبية.. وإعلانه البراءة ممّا يُحاكُ بطبرق؟؟
ما يُحاكُ قد يُحاكُ ضدّ من؟؟ ضد مصراته مثلا؟؟ أو ضدّ الإخوان؟؟ وما الذي يضير ورفلّة أو من يدّعون تمثيلها أن يكون مجلس القبائل جسما عسكريا أو شبه عسكري؟؟ ألم يكن تأسيسه ردّا على العسكرة والظلم والتقتيل واستباحة المدن؟؟ لا أعتقد أن إصدار بيان كهذا يخدم وحدة الصف المناهض للحلف الإخواني.. ولا حتى الصف القبلي المؤيد لمناعة ورفله..كان من الاجدر من الاعلان عن الانسحاب الدعوة لعقد مؤتمر طارئ لمجلس القبائل والمدن الليبية ومناقشة المستجدات وقراءة وتحليل الاوضاع والخروج بقرارات جديدة تلائم الوضع الراهن وتشكيل قيادة لديها الوعي والقدرة علي التفاعل مع الاحداث والتعبير عن الارادة الوطنية لهذا التجمع الهام .. 
وكي لا تنتهي هذه المصافحة دون نكتة.. إليكم الجديد، الذي قد يعلمه البعض، وهو نيّة الاتحاد الأوروبي المساعدة في إطلاق محطة تلفزيونية ليبية حرة.. 
أصدقاء ليبيا يظهرون مرة أخرى ليحرّروا إعلامها بعد تحرير شعبها!!
وأي تحّرر هذا الذي تذوّقه الليبيون بعد أن أتاهم به الاتحاد الأوروبي وقوته العسكرية الناتو ونهلوا من زمزمه ونالوا من بركاته ما يفوق الوصف.. وهل القناة التلفزيونية هي كل ما يحتاجه الليبيون لوقف المجازر والحرب الأهلية؟؟ وهل قام الاتحاد الأوروبي بكل ما عليه إزاء جاره الليبي ولم يبْقَ إلا أن يساعده على تأسيس قناة حرة؟؟ 
للحديث بقية.

عن الكاتب

libdahlibya

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مقالات الدليل