مقالات الدليل مقالات الدليل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

بقلم Muhammed alamine&بعد "انغماسية" كورنثيا.. ما الهدف التالي للإرهاب؟؟.. وهل يستوعب مؤيّدو الإرهاب في ليبيا الدروس؟


حصدت عملية الهجوم الإرهابي الدموي على فندق كورنثيا أو ما سمّها جماعة داعش بــ "العملية الإنغماسية" اليوم أكثر من أربعة عشر ضحية بين ليبيين وأجانب. ولأن فندق كورنثيا شأنه شأن المطار وسوق الثلاثاء وغيرهما من المعالم الرئيسية لمدينة طرابلس فقد كان لا بدّ من اتّخاذه هدفا لعمليّة إرهابية مدوّية لضمان الصدى الإعلامي المطلوب للعملية بصرف النظر عن نتائجها.. فالنجاح في اختراق مكان مثل الذي جرت مهاجمته اليوم يقيم الدليل على قوة المهاجمين وثقتهم بأنفسهم، كما يعطي الانطباع لدى كل من "تسوّل له نفسه الأمارة بالسوء" زيارة ليبيا أو المكوث بها، أنه ليس بمنأى عن الهجمات أو عن الاستهداف.
"إنغماسية" كورنثيا رسالة إلى الجميع بأن الإرهاب سيّد الموقف بطرابلس الخاضعة لفجر ليبيا وحلفائها يمرحون فيها، وفيها يرتعون، يقتلون ويفجّرون ويزهقون أرواح الأبرياء تحت عناوين اختلفت وتعدّدت حتى لم نعد نحفل بها أو نهتمّ. والجماعة يشتغلون براحة بال ودونما ضغوط، ويجدون الوقت حتى لابتداع مصطلحات ومفردات "تخصّصية" على غرار "الانغماسية"!! شرّ البليّة ما يضحك!!
ومن مساوئ المصادفات، إن كان في الأمر من مصادفة، أن تتزامن "الهجمة الانغماسية الداعشية" مع اختتام الجولة الثانية من حوار جنيف لتحذّر برناردينو وجماعته من مغبّة العودة إلى طرابلس، فلم يعد بها من مكان آمن حتى للبعثات والوفود بعد أدركت الهجمات مخادعهم داخل حجرات الفندق الفاخر..
ما الذي بقي بطرابلس بعد كل هذا؟ أو بالأحرى، ما الهدف التالي على قائمة الإرهابيين؟
شخصيا، أتوقّع وأرجو أن أكون مخطئا، أن بنك أهداف الدواعش والإرهابيين ما يزال ثريّا ثراء العاصمة الوديعة التي وضعتها دولة سلطة الشعب في بؤبؤ العين.. فما تزال قائمة الأهداف طويلة بمقدار طُول إنجازات الأسلاف.. برج الفاتح في صدارة القائمة، وأبراج ذات العماد، ثم فنادق المهاري " راديسون بلو "، وركسوس، وغيرها.. هذا إلى جانب المباني الأثرية.. كيف لا، والجماعة حاقدون على كل حجر قائم ؟؟ وعلى كل بناء شامخ ؟؟ وهل من مانع يثني هؤلاء عن ارتكاب ما يرتكبون وقد هدموا المساجد والمنارات، واحرقوا المصاحف ونبشوا القبور وطبخوا الآدمييّن في القدور؟؟
جماعة الحوار لم يتردّدوا في إدانة العملية الانغماسية عن بُعد، ولا أحد يعلم مدى مصداقية ذلك، خصوصا وأن هذه العملية قد شكّلت مادة لتصريحاتهم وإدانتهم في ظل غياب أية نتائج ملموسة لاجتماعات جولة حوارهم الثانية..
.. أسرة أبي أنس الليبي فقد تبرّأت من عملية حملت إسم فقيدها، فما عساه يا ترى يكون رأي الأتراك والجزائريين والقطريين؟؟ وما عساه يكون موقف الأمريكيين الذين يتعاملون مع حكومة طرابلس وميليشياتها مناقضين بياناتهم الصحفية وتصريحاتهم الرسمية؟؟
الأتراك والجزائريون والقطريون والأمريكيون سيكونون بدورهم أهدافا لإرهاب أشدّ.. أو عمليات انتقامية وثأرية مدوّية لأنهم بصدد التسبّب في موت الليبيين بالعشرات والمئات والألوف.. ويكفي أن تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كي تدرك حجم ما تخسره ليبيا من أبنائها كل يوم.. فلا تكاد تخلُو صفحة ولا موقع ولا منشور ليبي من نعي أو تعزية أو دعوات بالرحمة لشباب يافع يقضي في حرب أهلية ما يزال العالم ينكرها كي يهرب من إخفاقه، وكي لا يواجه عجزه وفشله، ويصرّ على ترك الليبيين يتقاتلون حتى آخر قطعة سلاح وآخر مواطن، كي يفني بعضهم البعض الآخر، وتفرغ الساحة ويسهل قطف ثمار الخراب والدمار في شكل مكاسب وامتيازات وعقود ومشروعات إعادة بناء وتأهيل، هذا إن انتعش النفط أو تعافت أسعاره وأنقذت ليبيا التي يغلب عليّ الاعتقاد بأن خرابها هدفٌ يشتغل عليه "أصدقاؤها" لأنه سيكون المنقذ لهم من الإفلاس والكساد.. وللحديث بقية.

عن الكاتب

libdahlibya

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مقالات الدليل