
لا تعرضوا بإسمه،
و لا تسيئوا لأعماله؛
"دافعوا عن ليبيا .. دافعوا عن البترول ..
دافعوا عن النهر الصناعي العظيم"
لا يحتاج الشهداء الدفاع عنهم، و قد لا يستطيع أحد الدفاع عنهم؛ و لكن محبي الشهداء يحتاجون لتذكيرهم عند الضرورة؛ حتى لا ينحى حبهم لهم منحى الإساءة و هم لايعلمون ..
معمر القذافي أكبر من أن يحيط به مدافع ... سيظل يدافع عن نفسه ميتاً ، مثلما كان يفعل ذلك حيّاً. أقواله و أفعاله ستظل هي من يدافع عنه ... لم يطلب ،من أحد، في أشد ما أحاط به، الدفاع عنه، و إن طلب من الليبيين أن : "دافعوا عن ليبيا .. دافعوا عن البترول .. دافعوا عن النهر الصناعي العظيم".
حتى حين كان في ، الرباط العظيم، سرت، في معركة استرداد ليبيا، لم يُشعِر أهلها أنه فيها. يعرف أنه لو فعل ذلك لفنوا دفاعاً عنه؛ فآثر أن يجنبهم مذابح الناتو ، الذي يتلذذ بدماء الليبيين ...
أن معمر القذافي كان و سيظل لكل الليبيين.. من أراد أن يحبه فذلك حقه ، و من أراد أن يكرهه فهو حقه كذلك. تلك سنة الحياة...
الناس اتفقت و اختلفت حتى في حب الرسل ، فما بالنا في الحكام و القادة.
كل ليبي له فيه نصيب، هو جزء مقسوم على عدد الليبيين كلهم.
الشيء البيّن الذي ثبت؛ أن الذين يكرهون معمر القذافي ، يفعلون ذلك لأسباب شخصية و ليست وطنية ، و إلّا لرأينا ليبيا من بعده أعلى من القمة التي كان قد قادها إليها ، و وضعها فيها، و مكنها منها..
الذين كرهوا معمر القذافي ، جعلوا ليبيا في الحضيض.. و كأنهم ينتقمون منه فيها... أذلّوا أهلها بعد أن كانوا أعزة ، و سلبوها إرادتها ، و سلّموها للأجنبي ...
هنا في هذا الإدارج أريد أن أذكّر ، و أن أرعى انتباه الذين يحبون معمر القذافي، و هم كلهم من البسطاء :
▪ الذين لا يجيدون الكتابة ، و لكنهم جادوا ؛ في معركة الدفاع عن ليبيا؛ بدمائهم و أموالهم على قلتها...
▪ الذين لا يحسنون الإملاء ، و لكنهم يحسنون أن يُملوا إرادتهم و أملوا ...
▪ الذين لم يكونوا مسؤولين ، و لكنهم تحملواالمسؤولية عن المسؤولين و دفعوا الثمن عنهم...
▪الذين سالت و تسيل دماؤهم من أجل الوطن و لم يسل لعابهم من أجل مافيه...
▪ الذين ماتوا من أجل الجميع، و لكن لم تخسرهم غير أمهاتهم أو أزواجهم وبناتهم و بنيهم...
▪الذين ماتوا من أجل ليبيا أواضطهدوا في السجون أو شردوا في المنافي... استجابة لنداء دافعوا عن ليبيا .. دافعوا عن البترول .. دافعوا عن النهر الصناعي العظيم ...
▪ اللائي خرجن و اطفالهن طيلة معركة الدفاع عن ليبيا، كل يوم في المسيرات اليومية و المليونية ، حبا لمعمر القذافي من أجل ليبيا التي في القمة ...
إليكم جميعاً ،
▪ إن نسبة كل شيء في ليبيا لمعمر القذافي ، إساءة له اكثر مما هي تقدير . فعل كهذا يشبه تماماً ما حرص الناتو على الصاقه بقوات الجيش و الشعب المسلح، حين ظل يصفها إلى آخر يوم بـــــــِ " كتائب القذافي"، و ما زال يفعل ذلك في كل أدبياته الآن، تحوطا لأي مساءلة قضائية في المستقبل ... معمر القذافي قاد نجاحات ليبيا الحديثة، و واجه أيضاً إخفاقاتها ... لم تكن ليبيا كلها نجاح، و لكنها كانت كلها تحدٍّ قاده الرجل في النجاح و في الإخفاق ... الم يضحك الناتو " و جميعه" على المضاحك الذين أعانوه ، فنسب كل اموالها لمعمر القذافي وجمّدها بهذه الصفة ، لينصب على ليبيا و يسلبها أياها، حين طالبوا بها!
▪بعض الذين يكتبون و يتكلمون - بالذات من الذين تولوا مهام قيادية في ليبيا الجماهيرية - عن أن الرجل هو من عمل كل شي في ليبيا، بإدعاء الوفاء له، إنما كأنهم يريدون أن يخلوا مسؤوليتهم عن افعالهم التي اضرت بالبلاد و العباد و يلقوا بها عليه.. افعالهم تلك هي ما أوصلتنا إلى ما جرى سنة 2011...
▪ أن معمر القذافي حين قال أن خليج سرت دونه الموت ، يدرك أنه ما كان ليكون لهذا القول أي قيمة لو أن طاقم وميض و عين زقوط لم يموتوا كلهم من أجل إثبات ذلك ، أو أن بلقاسم امسيك و مختار الجعفري اكتفوا بمبادلة الطيارين الأميركيين التحية ، و لم ينطحوهم بالصواريخ القاتلة، و يدموهم و يحطوا هيبة اميركا في الحضيض، أو أن الذين اسقطوا قاذفتهم الإستراتيجية في طرابلس ليلة الغارة ، قصّروا في واجبهم ، فاخل الرجل بوعده للأسماك، وجبة من لحم الغزاة الاميركيين الظلمة، الذي كان يحرص على الوفاء به، إكراماً لليبيين...
▪ إن معمر القذافي صنع هيبة ليبيا بدون أدنى شك ، و لكن ليس بإمكانه ان يفعل ذلك بدون الليبيين موحدين و ليسوا اشتاتا و هو ما حرص عليه... و إن كل عمله كان من أجلها ... و لذلك لم يقل لليبيين دافعوا عني، بل قال لهم دافعوا عن ليبيا .. عن البترول .. عن النهر الصناعي العظيم ...
ويُحسب لمعمر القذافي،
دون غيره :
▪ أنه ظل طيلة حياته ، يجمع الليبيين على تناقضهم و يصنع التوافقات بينهم، فحافظ على تماسكهم، و هي قدرة لم يبرع فيها أحد مثله، فهو يدرك و يؤمن أن الليبيين لا يجمعهم إلّا التوافق ..
▪ أنه حرص على وحدة الليبيين في كل الأوقات ، و كان يعرف في اوان اشتداد العدوان عليها ان هناك متخاذلون و متآمرون و خونة ، و لكنه حرص، كعادته، ان يسترد من عدو ليبيا كل من حاول سلبه منها من أبنائها فأعطى فرصة للجميع إلى آخر لحظة ..
▪ أنه ما كان يريد ان يورث لليبيين نزاعات فيفشلوا و تذهب ريحهم و لذلك صمت عن كل الخيانات و هو يعرفها ، فلا تبالغوا في تفتيت الليبيين..
▪ إنه ظل يحرص و يشدد على ان عدوه هو الدول الغربية ، و من والاها، و ليس أي ليبي خالف أو عارض افكاره و سياساته ...
▪ لا يعتقد أحدٌ من الذين والوا الكفار من الليبيين انه غلب ليبيا ...
ليبيا غلبها أقوى حلف عسكرى عرفه العالم في كل تاريخه ، و ذلك فخر لها ... حتى الليبيين الذين والوا الناتو لم يكونوا أكثر من مغرة بالنسبة للناتو لتحقيق مآربه، و خداع أكبر عدد من الليبيين لتحييدهم من ساحة المواجهة.....
مشكلة معمر القذافي مع الناتو و جميعه؛ أنه يحب ليبيا و الليبيين، حتى أنه يتجاهل القواعد الدبلوماسية، من أجل ذلك، فوضع العلاقة مع العالم كله في مهب الريح، متى ما كان في ذلك هيبة لليبيا و أهلها...
لا يجهل الرجل القواعد الدبلوماسية ، و لكنه يعرف ان مراعاة القواعد الدبلوماسية، هي التي ابقت ليبيا في الظل عقد و نيف ...
و لذلك و غيره :
يظل معمر القذافي عَلَمٌ على المآثر و المفاخر و الأعمال العظيمة ، يكفي أن نذكرها فتنسب له دون غيره.
أمّا المبالغة في استخدام اسمه ، و لو بحسن نية
فهي تعريض له لتناله أقلام و ألسن ، الذين شغلهم حيّا و ميّتاً . لم يعرف خبثهم و لؤمهم و كرههم لليبيا و الليبيين أحد أكثر منه. لقد نبّه ، فيما يشبه النبوءة ، إلى كل ما يفعلونه الآن من تنكيل بكرامة الليبيين و من حط بقدرهم ، بعد ان كانوا هم و قدرهم فوق العالمين ...
يا من تحبون معمر القذافي:
فاخروا به إلى الأبد و في كل وقت، و لكن لا تنسوا اليوم انكم بدونه ، و ان الوفاء له يتطلب استعادة ليبيا التي قادها و حرص على كل شيء بناه فيها ، و تفادى ان يهدمه حتى حين كان في هدمه كسب المعارك ... إن الرجل الذي نعرفه ، لو عاد للحياة لتنازل عن ثأره، و لسامح في دمه ، من اجل ليبيا، لأنه لم يدخره في اي يوم إلا لها..
يا من تكرهون معمر القذافي:
من حقكم أن تكرهوه ، حتى و الكره ليس من الحق و فيه إثم، فذلك شأنكم ، و هي طبيعة الناس، لكن الذي ليس من طبيعة الناس هو أن تتبلوا عليه بما لم يقله و لا يفعله... الرجل كبير الى الحد الذي ليس بوسعكم ان تحيطوا به ، و هو بالتأكيد أخطأ كبشر ، و خطأه كبير بحجمه ... إذا كنتم تريدون ليبيا فأشقوا بهمها ، و أحسنوا إليها، و أسعوا لحل مشاكلها لا تعقيدها بإجترار التبلّي ، فأنتم و من يحب معمر القذافي فيها سواء...
و لكليكما:
لا تعوّلوا على كل الذين في الساحة، و يدّعون العمل من أجل استعادة ليبيا، ماداموا يعترفون بالفصل السابع و مقتنعون أن ليبيا يجب أن تخضع له، و أن حوار و لقاء أهلها لايكون إلّا في ظله ... ليبيا قليلة بسكانها و مطموع فيها ، لا يحميها غير التحدي الذي صنعت منه هيبتها ، و هو لم يكن إلّا تحدٍّ للفصل السابع و من صنعه.
اما انتم الذين تقودون ما تبقى بفعلكم من حطام ليبيا:
ليبيا هيبة؛ تأكدوا أنكم ستظلون عاجزين عن استعادتها ، لأنه ليس بوسعكم ان تمسكوا بمفتاحها فضلا عن أن تستخدموه ؛ فمفتاح الهيبة ، لا يستطيع أن يستخدمه من يرضى أن يُهش عليه بالسوط السابع ...
ليس أمام الليبيين إلا تناسي الماضي ، الذي يشبه في جزء منه تجرّع العلقم ، و لكن علقم في وطن ، خير من عسل في شتات ...