نتابع بصمت وصبر الأنبياء مشهد سقوط الباطل . ونرى بأم أعيننا عدالة الله التي نساها الكثير أو تناساها . بينما كانت قلوبنا المفعمة بالسكينة والطمأنينة تؤمن بها إيمان قاطع .
بذات وتيرة الصعود بدأت وتيرة السقوط وأنقلب كل شئ . وأصبح شبح الموت يطارد الفرحين بالشيطان والمعتصمين بالناتو .
قد تخدع من حولك . وتقنع نفسك بأنك على حق . ويغريك المال والسلطة والسلاح .
لكن من وسعت قدرته كل شئ . سيثبت لك في اللحظة التي تعتقد فيها إنك أمتلكت كل شئ بأنه الله أكبر فعلا . وليس كما كنت تقولها كذبا وخداعا ونفاقا .
يبقى في كل حقبة تاريخية درس وعبرة للأجيال . عن أقوام طغت وتجبرت . حتى ظن البعض أن ليس لملكها وسطوتها زوال . وظن البعض أنها قدر لامفر من الإنصياع لها والخضوع لإرادتها . بينما البعض الذى أمتلأت قلوبهم بالإيمان صبروا على قضاء وإبتلاء الله . وقبضوا على الحق كالجمر بين أيديهم . حتى أتى وعد الله ليكافئهم على صبرهم وصمودهم وإيمانهم نصرا مؤزرا ومجدا خالدا في الدنيا . وجنات عرضها السموات والأرض في الأخرة . وبشر الصابرين ...
وبين صافرة البداية وخط النهاية هناك مؤشرات ومحطات وحقائق تظهر لعل بعض فريق الباطل يستفيق ويعود لجادة الصواب . وكذلك إمتحانات وعقبات لفريق الحق لإختبار قوة الإيمان ومدى الصبر والصدق وقدرة الثبات ... رحلة شاقة يخضع فيها الجميع لسقوط الأقنعة وإظهار المعدن الحقيقي ليميز الخبيث من الطيب . ولئلا يكون للناس على الله حجة . بعدما تبين الرشد من الغي .
يقول تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
ويقول تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
ويقول تعالى ( الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )
ويقول تعالى ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) . صدق الله العظيم
عن خباب بن الأرت قال : قلنا : يا رسول الله ، ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ فقال : " إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه ، لا يصرفه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ، لا يصرفه ذلك عن دينه " . ثم قال : " والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم قوم تستعجلون "
... الفــــــــــــــــارس
