 |
| مصطفي الزائدي |
بالتأكيد لم تكن النظم العربية خالية من العيوب ، وبالتاكيد كان لاستحقاقات مرحلة مابعد التحرر الوطني بعض الاثمان والأعراض الجانبية.
لكن هناك كثيرون ممن انخرطوا لسبب او اخر في تنفيذ المؤامرة يغمضون اعينهم عن الحقيقة الساطعة.
الغرب لم يكن مهتما لا بالحرية ولا الديمقراطية ولا حقوق الانسان، من ينكر هذه البديهية لا شك ان بعقله لوثة ما .
فدعوة الامم المتحدة والدول الغربية الأطراف الفبرايرية للحوار والتوافق ليست دعوة برئية علي الإطلاق ، فهم العلة التي اوصلت الأمور الي ما وصلت اليه ، ومن لازال يراهن علي دواء الغرب للحالة الليبية المستعصية ، فليعلم انهم قد يحقنون الجسد الليبي بحقنة الموت الرحيم .
كل المعلومات تشير الي تحفز القوات الغربية لاحكام قبضتها علي الوطن الليبي، مواجهة ذلك تفرض علي الجميع ضرورة اعادة قراءة السيناريوهات وإعادة تقييم المشاهد.
الأطراف الليبية المتصارعة علي السلطة في حالة ضعف ، والقوي الوطنية تُمارس فنون المتابعة والنقد، في وقت نحن احوج ما نكون لعمل وطني جامع شامل لإنقاذ ما تبقي من الوطن .
لن يسمح الغرب العدو الحقيقي للعروبة والإسلام لأي طرف بان يكون الطرف الاقوي والمسيطر ... لكن وحدة الليبيين سوف تسقط المؤامرة الغربية وتنقذ الوطن.
الواهمون بان التوافق علي شكليات ، من قبيل من هي السلطة الشرعية ، وماهر تفسير الدستور !!! والاتفاق علي حكومة فبرايرية ، وانتهاء هئية من اشخاص قليلين من كتابة شرعة يتبعها الليبيون ويقدسونها ويموتون دونها ، يخرج ليبيا من ازمتها المتفاقمة ، عليهم الخروج من عقدة المكابرة ، والتعصب ،
ما ينقذ ليبيا هو حوار مجتمعي بين الليبيين لإزالة اثار النكبة والتوافق علي مستقبل أفضل لليبيين جميعا .
والي الذين يَرَوْن ان ما مارسه الفبرايريون من قمع وظلم سيكون أعظم مما قد يمارسه الاستعمار لو عاد ، الذين يعتقدون بامكانية الاستجارة بالمستعمر من ظلم ذي القربي أقول . هكذا توهم البعض عندما رحبوا بالمستعمر ، لكنه نكل بهم ايما تنكيل ، نحن وخصومنا نتخاصم علي كيف نعيش في الوطن ، لكن المستعمر يريد الوطن بخيراته وثرواته بدوننا جميعا.
هذا ليس قول من وقع الخيال السياسي ، لكن كل التسريبات والسيناريوهات المطروحة تشير الي ما هو اسواء بكثير.
مصطفي الزائدي