الإرهاب قد صار أسرع تفاعلا مع الرسائل السياسية من أي طرف آخر بالمشهد الليبي.. والرسائل التي تلقّاها هذه الأيام ملائمة لهواه الإجرامي، ومزدوجة الدلالات.. أوّلها رسائل نوايا العرقلة التي يضمرها بعض أطراف المشهد للعملية السياسية متمثلة في الملتقى الجامع المرتقب.. أما الثانية، فهي عدم التقدم في مسارات توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية، وهذا التردّد أو العجز المرحلي يغري الإرهابيين بالضرب والانقضاض على مؤسسة بحجم وزارة الخارجية وفي طرابلس بالذات.. رسالة الضعف تتجلى في استمرار الانقسام الذي يضعف فرص نجاح كل الاستحقاقات ويتردى بها إلى مستويات متدنية من التوقعات..
الليبيون مطالبون هذه الأيام بالتحرك على نحو أكثر سرعة وحسم إذا كانت إرادتهم متّفقة حول حلّ مشكلة بلدهم بطريقة سلمية ومستدامة.. أما إذا ما أصروا على المضيّ عكس مصلحة بلدهم وأجيال مقبلة لا ذنب لها في انقسامهم وسجالاتهم، فإنهم لن يظلوا تحت براثن الإرهاب فحسب، بل ستبتلعهم القوى العظمى ويصبحون مجرد رقم لا أهمية له في معادلة تخصّ بلدهم قبل الآخرين.. سوف يظلّون يجمعون أشلاء الضحايا ويقيمون سُرادقات التعازي ويشيّعون الجنائز، ما لم يغيّروا ما بأنفسهم من عيوب وتشرذم وقصور.. والله المستعان.