أقول هذا من منطلق غيرة حقيقية على جيشنا وغضب لا حدود له أن يتحوّل جيش ليبيا إلى فريسة سهلة ولُقمة سائغة للعصابات التشادية أو السودانية أو غيرها.. لقد أصبحت أراضي ليبيا مستباحة لأسباب كثيرة نعلمها ونتفهّمها لكننا لا نرضى بها.. والسبب الرئيسي فيها هو الضعف الشديد للجيش الليبي الذي جعله يتكبّد خسائر متكررة في مواقع عدة وظروف متباينة.. أصبح من السهل أن تسمع بفقدان الجيش الليبي في الجنوب لآليات ومركبات.. وفقدانه لأفراد أو تقهقره عن مواقعه في مواجهة العصابات.. فما السرّ؟ وما الحكاية؟ هل فقدنا العزيمة والشجاعة؟ أم فقدنا الغيرة على الوطن؟ أم حلّ التقاعس والتكاسل محلّ عقيدة الإقدام والتضحية؟
أفراد جيشنا يذبّحهم تنظيم داعش.. وتهينهم العصابات وتغنم منهم العتاد وتختطف منهم الأسرى.. أفراد جيشنا يفرّون جهارا نهارا للفوز بالسلامة وترك مواقعهم والتفريط في بلدات ومنافذ ونقاط استراتيجية.. تكرّر هذا الأمر كثيرا.. ولا نريد سرد ما نسمع وما نقرأ من قصص وحكايات تتحدث حتى عن خيانات وتواطؤ!! وهذذ كارثة في حدّ ذاتها، لأن الضعف أو الهزيمة أشرف من الخيانة والتواطؤ..
ربّما أصبح علينا أن نتحدث جهرةً عن إعادة هيكلة القوات المسلحة.. وربّما صار من الضروري الإلحاح ورفع الصوت بضرورة الإسراع بتوحيد المؤسسة إنقاذا لشرفها وسمعتها في الداخل والخارج.. وربّما وجبت إعادة النظر في معايير ومقاييس التوظيف والتجنيد والإدماج.. للأسف هنالك مسائل كثيرة تنتظر البتّ فيها لكن الدولة غائبة والإرادة كذلك،، والعدو لن ينتظرنا حتى نوحد صفوفنا أو نصلح مؤسساتنا.. فالله المستعان.. وللحديث بقية.